بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وسلم
يقول الامام رحمه الله
يا مَنْ قد أضاعَ يوسفُ قَلْبَهُ جُزْ بخيام القوم لعلَّكَ تجدُ ريحَهُ، قِفْ بالسَحَر على أقدام الذُلَ لم وقل بلسان التذلُل "يا أيها العزيز مَسَّنا وأهلنا الضُرُّ" لمّا أجدبت أرضُ قلب يعقوب لفقد قطر سحاب جمال يوسف، خرج أهل كنعان يستسقون في مصلّى صحراءِ مصر مُرتدين بأردية "=red]مَسَّنا وأهلنا الضُرُّ وَجئْنا ببضاعةٍ مُزْجاة فَأَوْفِ لنا الكيلَ وتَصَدَّقْ علينا "نشأت سحابُ الغيث "هل علمتم ما فعلتم بيوسف".
غردَ قمريُّ الاعتراف "تالله لقد آثركَ اللهُ علينا وان كُنا لخاطئين" فتبسم ثغر سحاب العفو "لا تَثْرِيبَ عليكم"
.
إذا ذَهَـب الـعـتـابُ فـلــيس وُدٌ--------ويبقى الـودُ مـا بـقـي الـعـتـابُ
لولا مرارة البُعد ------------ ما نال حلاوة التلاقيْ
فلولا البُعد ما حُمِدَ التداني------ولولا البـينُ مـا طـابَ الـتـلاقـي
لمّا توجّه الصدِّيقُ بقميصِه إلى يعقوب عليهما السلام -القوهُ وهو يدور في البيت ويقول : "إنِّي لأَجِدُ ريحَ يُوسفَ لولا أَنْ تُفَنّدونِ" وقد اشتمَّ رائحته من مائة و أربعين فرسخاً.
نسيمٌ بدا من عطر قربك هاجنـي ------ إليكَ فهاج القلبَ والجسمُ حاضرُ
فإنْ غَنّت الأطيارُ اطرقتُ نَحْوها ------وإن هَبَّت الأرياح فالطرفُ ناظرُ
قيل : لمّا جاء البشيرُ بالقميص ودفعه إلى يعقوب -عليه السلام - شَمَ رائحته ووضعه على وجهه فارتدَ بصيراً.
إذا ذُكِرَتْ ارضُ "العقيق" و "نُعـمـانُ"------ تَهيج بقلب المدنـف الـصَـبِّ نـيرانُ
وإن لاح برق "بالـغـوير" يهـيجـنـي ------إلى البان واحزني وأَنّـى لـيَ الـبـانُ
احنّ إلى سكّان "لَعْلَعَ لـمـا والـلِّـوى ------ وهم في فؤادي والحـشـاشة سُـكّـانُ
ولي إن سرى الركـبُ الـيمـانـي أنَّةٌ ------ تدلُّ علـى أَنْ فـي فـؤادِيَ اشـجـانُ
وإنْ مَرَّ بي ركبُ "العذيب" حسبـتـنـي ------ كأنِّيَ من خمر الـصـبـابة نـشـوانُ
أَحِـنُّ إلـى تـلـك الـديار تَـشَـؤُقـاَ ------ لأنَّ بها أحـبـاب قـلـبـيَ قُـطـانُ
ومن عجبـي اهـوى ديار أَحِـبَّـتـي ------ وسُكانُها في ربـع قـلـبـيَ سُـكّـانُ
إذا هَبّ نسيمُ نجد------- تحرّك المشتاق بالوجدْ
إذا الريحُ من أرض الحبيب تنَسَّمَتْ-------- وجدتُ لمجراها علـى كـبـدي بَـرْدا
على كَبِدٍ قد كاد يحـرقُـهـا الـجـوى ----- تذوبُ وبعضُ القوم يحسبـنـي جَـلْـدا